تتنوع طرق القرصنة بين اختطاف السفن والاستيلاء عليها، أو قطع الطرق وسرقة المؤن.. لكنها في عالم الرقمية تمثل مفهوماً حديثاً، و هو عبارة عن نسخ البرامج التي تبيعها الشركات ونشرها بطريقة غير شرعية. تعتمد الشركات المنتجة للبرامج الرقمية على إيراداتها من شراءنا لبرامجها و يعتبر نسخ هذه البرامج وتوزيعها خرقاً لحقوق الملكية، و عملاً لا أخلاقياً يعاقب عليه القانون الدولي.
عند شراء البرامج، أو تحميلها من الانترنت تكون نسخة البرنامج تجريبية لوقت محدود، أو بوظائف محدودة حتى نقوم بإدخال رقم خاص تضعه الشركة مع غطاء البرنامج أو ترسله عن طريق البريد الإلكتروني يسمى: مفتاح المنتج Product Key أو الرقم التسلسلي Serial number ويقوم هذا الرقم بجعل البرنامج كاملاً ومفتوحاً بدون قيود ولمدة طويلة (تختلف باختلاف البرامج). يحدث ذلك بواسطة خطوات يقوم بها البرنامج للتأكد من وجود هذا الرقم أو المفتاح تسمى خطوات التوثيق. وبشكل عام فإن القراصنة ينشرون البرامج الكاملة مجاناً وبدون علم الشركات المنتجة عن طريق أربع أساليب رئيسية:
Serial (سيريال): أبسط الطرق وأسهلها ، وهي توزيع الرقم التسلسلي من أحد البرامج التي تم شراؤها ونشرها للعلن كي يستفيد الآخرون منها. و هو خطأ قد يقع فيه الأشخاص العاديون لجهلهم بأن هذا العمل غير شرعي وخارق للقانون. لكنها لا تدوم طويلاً لأن الشركات المنتجة للبرامج تقوم بالتأكد من الرقم التسلسلي ، فإذا كان عدد الأجهزة التي تستخدم نفس الرقم التسلسلي كثيراً تقوم الشركات بتعطيل الرقم كطريقة لحفظ حقوقها.
Crack (كراك): يقوم الكراك بإحداث تعديل بسيط في طريقة عمل البرنامج كي يتجاوز أو يتخطى خطوات التوثيق كي لا يقوم البرنامج بالتأكد من وجود الرقم التسلسلي أو مفتاح المنتج، وبالتالي يصبح البرنامج كاملا.
Patch (باتش): يقوم بإزالة خطوات التوثيق نهائياً.
Key Generator (مولد المفاتيح – أو ما يسمى بالكيجن): لأن طريقة استحداث رقم المنتج أو الرقم التسلسلي تتم عن طريقة لوغارثمية معينة، يقوم القراصنة بفك شفرة هذه اللوغارثمية بطريقة تسمى (الهندسة العكسية) وإنشاء هذا المولد الذي يعمل بنفس طريقة لوغارثمية البرنامج الأصلي فيستحدث أرقاماً جديدة تعمل وكأنها أرقام من المنتِج الأصلي للبرنامج.
غالباً ما يتم تبادل هذه الأساليب عن طريق المنتديات، أو برامج نقل الملفات.. لكن المهم في الموضوع أن القراصنة لا يقومون بها من أجلنا، بل لتحقيق مصالحهم الخاصة. أغلبية هذه البرامج تُرفق مع برامج خبيثة فـ يقوم القراصنة بتوزيعها ونشرها لإحداث الضرر بأجهزتنا والاستيلاء عليها وتسخيرها لصالحهم – تماماً كـ قراصنة السفن !
في دراسة تجريها شركة Aladdin وهي شركة مختصة بالدراسات وإيجاد الحلول في مجال أمن المعلومات، اتضح بأن معدل القرصنة في الشرق الأوسط وأفريقيا يبلغ 59%، في قطر مثلاً يبلغ مقدار الخسائر الناجمة عن استخدام برامج مقرصنة 23 مليون دولار!
تبين عن طريق بعض الدراسات من قبل شركات أخرى أن 25% من المواقع التي تقدم نسخ مقرصنة (غير قانونية) من البرامج، تقوم بتحميل برنامج خبيث إلى حاسوبك دون أن تعلم. كما تبين أن 11% من الـ Key Generators و الـ Crack Tools تحتوي على برنامج خبيث. وبالتالي عدا عن تخطي قوانين الحماية المتعلقة بالبرامج، أنت تقوم بـ "إنزال" الضرر إلى حاسوبك.
بعض الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت تستخدم عدة طرق لحماية برامجها من النّسخ غير القانوني، فمثلاً في نسخ نظام التشغيل التي تسبق Windows Vista يتم إرسال برنامج للتحقق إذا ما كانت نسخة نظام التشغيل أصلية أم لا، وبالتالي إن لم تكن أصلية لا يمكنك إنزال التحديثات اللازمة لبرنامجك.
أما بالنسبة لـ Windows Vista، فإن عمل نظام التشغيل يتطلب التفعيل عن طريق الإنترنت وبالتالي فإن مايكروسوفت تقوم بمتابعة عدد مرات التفعيل لنسخ برامجها، فإن تعدت عملية إعادة التفعيل الحد المعقول، يعتبر ذلك دليلاً على أنه قد تمت "قرصنة" هذه النسخة، وبالتالي يتم منعها من إنزال التحديثات اللازمة.
وكما ذكرنا سابقاً، فإن وجود "ثغرات" في البرامج تسبب الكثير من المخاطر، لذلك فإن التحديث الدوري لها في غاية الأهمية، فالشركات المنتجة لبرامج المحادثة أو غيرها تقوم بدراسة هذه الثغرات وفعل اللازم لإغلاقها (أو تصحيحها)، وذلك يتم عن طريق تلك التحديثات. والتي لن تتمكن من الحصول عليها إذا كان البرنامج الذي تستخدمه "مقرصناً".
:: القرصنة تطال النسخ التجريبية ! ::
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق