تبهرني غرفة أخي.. إنها أشبه بمركز لألعاب الحاسوب وسط منزلنا، شاشة بحجم ثلاثين بوصة، فأرة من نوع خاص، سماعات بنظام صوتي رائع، وفوق ذلك كله اتصال سريع بالإنترنت. أعلنت هذه التكنولوجيا انتهاء حقبة ألعاب الفيديو العادية، والبدء بعهد جديد يجمع بين شخص في الدوحة، وآخر في طوكيو، وثالث في لندن، وكأنهم يلعبون سوياً في المكان ذاته.
إحدى ألعابه المفضلة والرائجة جداً، لعبة حربية. نصحني بشدة لكي أجربها فهي حسب تعبيره "إدمانه المفضل". نظرة خاطفة لجهازه.. استوقفتني بشدة علامة X الحمراء والظاهرة على صورة درع مايكروسوفت في شريط البدء في حاسوبه. اعتقدت في البداية أنه لم يقم ببعض التحديثات اللازمة لحاسوبه، مع أنها تتم تلقائياً بواسطة نظام التشغيل. انتظرت حتى يفرغ من إحدى المناورات الحربية في اللعبة حيث اختبأ الجنود خلف جدار مطوق بالنار لتصدي هجمات العدو، وتجنب إصابتهم بأذى، إنه "درع الأمان الناري" كما أسماه.
قادني فضولي للتقصي عن سبب وجود علامة خطأ الحمراء ، فاكتشفت بأنه أطفأ الجدار الناري Firewall متعمداً. وعندما سألته عن السبب، أجاب بأن تشغيل الجدار الناري –كما سمع من أصدقاءه- لا يسمح له من الاستفادة من السرعة القصوى للانترنت، والتي يرغب بها لكي يستمتع في لعبته. حسنا، أخبرته أنه تبعا لتصرفه المتسرع، هو حالياً أمام خيارين، الأول هو أن يستمر في تعطيل الجدار الناري ويستفيد من السرعة القصوى للانترنت، في مقابل أن يكون حاسوبه عرضة للاختراق ومن ثم تسرق معلوماته أو يَلحَقُ ضرر بحاسوبه يمنعه من استخدامه بكفاءة مجدداً. أما الخيار الثاني فهو أن القناعة كنز لا يفنى، بتشغيل الجدار الناري واستخدام الانترنت بسرعة معقولة جداً في مقابل الحفاظ على أمن حاسوبه. إما السرعة والمجازفة أو التوسط والحماية.. لم تكن السرعة بالشيء الذي قد يتخلى عنه أخي بهذه السهولة وخاصة في عصرنا الذي اتخذ من السرعة طابعاً له في كل شيء. قلت له: ما فائدة أن تكون مناوراتك الحربية سريعة، قوية وتهزم العدو، في حين أن عدواً آخر -من خارج اللعبة - يتسلل إلى حاسوبك لأنك لم تضع فارساً مدرعاً لحماية أسواره والدفاع عنه؟ لم يكن جواب أخي مباشراً لكنه كان مطمئناً، فقد رجّح كفة الخيار الثاني، وقام بتشغيل "درع الأمان الناري".
الجدار الناري أحد وسائل حماية حاسوبكم وما يحوي من معلومات. هو برنامج يحمي الحاسوب من الذين يريدون دخوله دون إذن –اختراقه- عند الاتصال بالإنترنت، وكأنه فارس بدرع، يساعد الحاسوب على التمييز بين الأعداء؛ فيرفعه لِصَدِهم، والأصدقاء فينحني مرحباً بهم. لأجل معلوماتية آمنة لا تقوموا بالاستغناء عن فارس حاسوبكم المدرع، لأنه يساهم في وقايته من المخاطر والتهديدات.
On the sophistication of attacks
قبل 13 عامًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق